دي ميستورا يدعو روسيا وأميركا لإنقاذ "الهدنة" .. ويصدر وثيقة بشأن الانتقال السياسي في سوريا

28.04.2016 | 11:01

دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، يوم الخميس، رئيسي روسيا والولايات المتحدة إلى إنقاذ "هدنة" وقف الأعمال القتالية في سوريا، التي تشهد تدهورا كبيرا في الآونة الأخيرة، ولاسيما في حلب، كما أصدر وثيقة بشأن الانتقال السياسي في سوريا، أوضح فيها أن هناك خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لمثل هذا الانتقال.

وأعرب دي ميستورا  في مؤتمر صحفي عن قلقه العميق حيال هشاشة اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب وفي ثلاث مناطق ساخنة أخرى على الأقل.

وقال "لهذا أدعو إلى مبادرة أمريكية-روسية عاجلة على أعلى المستويات لأن ميراث الرئيس أوباما والرئيس بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية".

وتشهد عمليات القصف بحلب تصاعدا كبيرا في الآونة الأخيرة, ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى, بعد انخفاض وتيرتها مؤخرا, اثر دخول اتفاق "الهدنة" حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي, حيث استثنت كل من "داعش" و"النصرة".

وطالب دي ميستورا كل من الولايات المتحدة وروسيا بأن تعقدا اجتماعا وزاريا للقوى الكبرى والإقليمية التي تشكل المجموعة الدولية لدعم سوريا، قائلا "لا يوجد سبب لأن تعجزا -وقد وضعها رصيدا سياسيا كبيرا في قصة النجاح هذه ولهما مصلحة مشتركة في ألا يشاهدا سوريا تدخل في حلقة أخرى من الحرب- عن تنشيط ما أوجداه والذي لا يزال بالكاد على قيد الحياة".

وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات الدولية بضبط النفس ووقف تصعيد الهجمات والخروقات، في وقت تشهد فيها "الهدنة" انهيارا وشيكا، مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

وجاءت تصريحات دي ميستورا في جنيف بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على نتائج الجولة الأخيرة من محادثات جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السورية، والتي استمرت أسبوعين، لكن شهدت انسحاب "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة من المحادثات قبل أسبوع احتجاجا على تصاعد القتال والبطء في تسليم المساعدات الإنسانية.

وقال دي ميستورا "كيف يمكن أن يكون لديك محادثات جوهرية بينما لديك فقط أنباء عن قصف من الجو وقصف على الأرض؟ إنه شيء حتى أنا أرى أنه صعب .. هل يمكنك أن تتخيل السوريين؟"، مضيفا أنه يهدف إلى استئناف المحادثات في أيار رغم أنه لم يذكر موعدا محددا.

وتضاربت الأنباء، يوم الأربعاء، حول موعد استئناف مفاوضات السلام السورية في جنيف، فبعد أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الموعد يصادف العاشر من أيار القادم، أوضحت متحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أن ذلك لم تتحدد بعد.

وردا على سؤال عما إذا كانت المحادثات قد تناولت مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أجاب المبعوث الأممي قائلا "لم نتطرق إلى أسماء أشخاص.. لكننا ناقشنا كيفية تغيير الإدارة الحالية. ويجب علي أن أقول ان مفهوم حكومة جديدة وانتقال سياسي مع دستور جديد يمثل بالفعل الكثير من حيث التحضير لما قد يكون الخطوات القادمة".

وعلى الرغم من قرار "هيئة التفاوض" تعليق مشاركتها في جولة جنيف حول سوريا, احتجاجا تدهور الاوضاع الانسانية وانتهاكات النظام لاتفاق الهدنة, إلا أن المحادثات استمرت, حيث واصل دي ميستورا لقاءاته في جنيف مع وفد النظام، وكان آخرها يوم الثلاثاء.

في سياق متصل، أصدر دي ميستورا وثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة" بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".

ولفت دي ميستورا إلى أن هذه الجولة من المحادثات "غطى عليها تدهور كبير ومزعج لوقف الأعمال القتالية"، مضيفا أن "الاعتقاد السائد هو أنه قد ينهار في أي وقت"، وأشار إلى أنه في الساعات الثماني والأربعين الماضية قتل سوري واحد في المتوسط كل 25 دقيقة وأصيب سوري كل 13 دقيقة.

وكان دي ميستورا استأنف في 13 نيسان الحالي، جولة وصفها بـ"الصعبة" من المحادثات غير المباشرة بين أطراف النزاع في جنيف، قال حينها إنها ستركز على بحث الانتقال السياسي, إلا أن الآراء ما تزال متباينة بشأن مصير الأسد والمرحلة الانتقالية، حيث تشدد الحكومة السورية على أن ملف الرئاسة ليس "موضع نقاش" في محادثات السلام, في حين تصر "الهيئة العليا" للمفاوضات على هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد أي دور فيها.

سيريانيوز


RELATED NEWS
    -

Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved